هل لك أبوان مثلي؟؟!!

كيف لي أنسى شخصا نقش اسمه على جدار قلبي؟
شخص كان لي اليد الحانية والدافئة في جو مليء بالقسوة والبرد.
يدعى هذا الشخص عند الناس بالخال ,ولكنه بالنسبة لي كان أكثر من ذلك ,فهو ضمني وأسرتي في وقت وجدنا أنفسنا في الشارع بعدما تهدم بيتنا ضمنا في بيته الذي يتكون من غرفتين وصالون لم يتعدى عرضه مترا ونصف ,هل تتخيل ذلك؟
كان يوفر لنا جو الأمان ونحن نرى الطائرات فوق رؤوسنا تقذف الصواريخ هنا وهناك.
كان يمضي الوقت معنا طول النهار ويهيئ لنا جوا من السعادة وبعدما يطمئن علينا ليلا يخرج لأداء واجبه بمواجهة الطائرات والآليات الإسرائيلية ,ويعود فجرا ونحن ننتظره على باب المنزل واضعين أيادينا على قلوبنا وعندما يعود نشعر بأن الشمس تشرق من جديد في ذلك المنزل الصغير الذي كان يضم أكثر من 20 فردا .
وبالرغم من أنها كانت ظروف قاتلة إلا أنني عشت أسعد لحظات حياتي هناك .
مرت الأيام وانتقلنا إلى بيت جديد أنا وأسرتي تاركين ذلك البيت بعد فترة دامت شهرين.
وفي صباح يوم الخميس الموافق 25/11/2004م:
تشرق شمس ذلك الصباح ولكن سرعان ما يأتي ليله، يأتي إلينا خبر استشهاد ذلك الشخص الذي هون علينا أصعب الأمور الذي ضمنا في صدره وغمرنا بالحنان والحب في جو كان مليئا بالحقد والفساد والقتل.
إستشهد وهو يقوم بإطلاق صاروخ على الآليات الإسرائيلية ولكن هذا الصاروخ كان مغشوشا فانفجر في جسد أطهر شخص عرفته سيرتي وسطرت عطر كلماته صفحات دفتري.
فإلى جنات الخلد يا أعطر سيرة في حياتي ،وأزكى رائحة فاحت في فضاء عالمي.
كان يقول لي لا تبكي عندما آتي إليكم شهيدا ......
كيف لا أبكي وأنا التي تعودت أن تراك أمام عينيها كل يوم؟
كيف لا أبكي وأنت الذي كنت تمسح لي دموعي وتكون بجانبي في أوقات شدتي؟
كيف لا أبكي وأنا أناديك لا أجد من يجيبني؟
كيف لا أبكي وأنا لا أجد من يقاسمني أحزاني ويدفئني بحنانه؟
كيف لا أبكي وأنا أرى شمس حياتي تغيب من دون عودة؟
فوالله لوكانت مياه البحار والمحيطات حبرا لقلمي لا يكفيني لأكتب بها سيرتك وغلاتك ومحبتك.
وداعا يا من علمتني كيف أجعل قلبي يدق.
فهذا هو أبي الثاني